أثر العلاقات التركية الإيرانية على الأمن القومى العربى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مجلس الدفاع الوطني

المستخلص

إن التعرف على البعد الجيوسياسي يساعد على رسم وتحديد نمط العلاقات الدولية السائد إلى حد كبير، لما له من تأثير على صور التفاعل الدولي من تعاونية أو صراعية أو مزيجا منها معا، ولا تأتى أهمية المنطقة العربية من مساحتها الجغرافية أو حجم سكانها أو وفرة خيراتها وثرواتها فحسب، بل من موقعها المتميز، ولذلك فقد شكلت عبر التاريخ بؤرة استراتيجية ما بين الإمبراطوريات، وأصبح الاستحواذ على النفوذ الإقليمي فيها بمثابة انعكاس للنفوذ العالمي، ويشير إلى الدول الكبرى الأقوى تأثيرا، كما بات انحسار النفوذ فيها بشكل دليلا على انحسار النفوذ العالمي لهذه الدول الكبرى. وفي هذا الإطار شهدت الحالة الجيوسياسية الجديدة في المنطقة صعودا إيرانيا - تركيا مقابل تراجع المشروع العربي. تستند الركائز الرئيسية للاستراتيجية التركية والإيرانية تجاه المنطقة العربية على المصالح القومية لكليهما، وتدعمهما بالقاعدة الدينية والمذهبية السنية والشيعية وتستثمر في تحقيق أهدافها موقعهما الاستراتيجي بما يعزز نفوذهما الإقليمي، كما أن الدور الإقليمي لكل من تركيا وإيران الحالي والمستقبلي مرهون بالكثير من العوامل الحاكمة لهما وطبيعة الضغوط التي تواجههما، خاصة وأن المتغيرات الإقليمية التي شهدتها المنطقة العربية منذ عام 2011 ساهمت في تعزيز نفوذهما الإقليمي، من ناحية أخرى نجد أنه برغم اختلاف استراتيجيتهما الإقليمية تجاه المنطقة العربية نجد أن هناك حالة فريدة من العلاقات بينهما مكنتهما من الاتفاق على الكثير من المحددات العامة التي من شأنها تجاوز خلافاتهما، وذلك في ظل الإدراك المتبادل بأن المواجهة المباشرة بينهما ستسبب الكثير من الخسائر لمصالحهما القومية والإقليمية والدولية، كما زادت الثورات العربية من التنافس التاريخي بين تركيا وإيران، وهما دولتان من أقوى الدول في الشرق الأوسط.

الكلمات الرئيسية